توطئة

كثيرة هي المؤلفات التي ترمي إلى مساعدة الباحث، أو الذي يجهد ليكون باحثاً، على إنجاز بحث علمي وفق الطريقة المثلى، وتتنوع ما بين مقالات وكت يبات وأدلة وكتب وغيرها، بيد أنها تنحو في معظمها إلى التوسع في جانب والإيجاز في جانب آخر؛ بل وحتى  إغفال خطوة، أو أكثر، من خطوات البحث، ولا سيما الخطوة التمهيدية التي يتوقف عليها، إلى حد بعيد، نجاح البحث في الوصول إلى غايته وتحقيق أهدافه.

ليس للبحث العلمي، ولا ينبغي أن يكون له، قالب جامد تُصَبُّ فيه المكونات لتخرج منه وفق نمط واحد متماثل؛ بل إن له خطوات علمية عملية، تزيد أو تنقص، تكبر أو تصغر، تتوسع أو تتضاءل، في اتجاه محدد لا تحيد عنه، وتسترشد بمنهجية علمية شائعة، أو تؤسس لمنهجية جديدة مبتكرة، إلى أن تصل إلى غايتها على أسس واضحة لا لبس فيها ولا غموض، لا شك فيها ولا ارتياب. وبناء على ذلك، فإن هذا الدليل ليس إطا ا رً جامداً، ولا مسا ا رً م ق يد اً، يُلزم الباحث اتباع بن وده بحذافيرها؛ وإنما هو خطوط إرشادية مساعدة للوصول إلى الهدف على نحو سليم وفق خطوات مدروسة على أرضية صلبة متينة، لا تز ل قد م عليها ولا تخفق في بلوغ مقصدها.

يستهدف هذا الدليل الباحثين على نحو رئيس، وير ك ز على البحث العلمي التنموي لما له من أهمية فائقة في كل زمان ومكان، إلا أنه في الوقت نفسه يصلح لأنواع البحث العلمي كافة؛ فليس خفياً عن أي باحث أن اختلاف البحث العلمي بأنواعه المتعددة، الأساسي والتطبيقي والتنموي وغيرها، هو اختلاف في الموضوع والمخرجات أكثر بكثير مما هو اختلاف في خطوات وأساليب العمل.

تأمل الهيئة العليا للبحث العلمي من خلال هذا العمل أن تتمكن من الإسهام في تحسين جودة البحث العلمي، ودفعه خطوة نحو الأمام على طريق تحقيق أهدافه وبلوغ م ا رميه. وهي لن تألو جهداً في تطويره وتجويده، أو إعداد أدلة فرعية لمك وناته حين اللزوم،  بناءً على ملاحظات الباحثين واحتياجاتهم واستفسا ا رتهم ورغباتهم. يبقى المستهدَف الرئيس – أي الباحث - هو الفيصلُ والحكَ مُ في مدى نجاح العمل وتحقيقه لهدفه، ومن هنا كان هو البوصلة في كل خطوة من خطواته، وكل فقرة من فق ا رته؛ على أمل أن يلقى استحساناً لديه، ويقدم فائدة إليه، بما يوازي الجهد المبذول عليه.

بالإمكان الحصول على الدليل كاملاً من خلال الرابط: تنزيل دليل الباحث لإجراء بحث علمي تنموي